{فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى (34) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى (35) وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى (36)}قوله تعالى: {فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرى} أي الداهية العظمى، وهي النفخة الثانية، التي يكون معها البعث، قاله ابن عباس في رواية الضحاك عنه، وهو قول الحسن. وعن ابن عباس أيضا والضحاك: أنها القيامة، سميت بذلك لأنها تطم على كل شي، فتعم ما سواها لعظم هولها، أي تقلبه.وفي أمثالهم:جرى الوادي فطم على القرى، المبرد: الطامة عند العرب الداهية التي لا تستطاع، وإنما أخذت فيما أحسب من قولهم: طم الفرس طميما إذا استفرغ جهده في الجري، وطم الماء إذا ملا النهر كله. غيره: هي مأخوذة من طم السيل الركية أي دفنها، والطم: الدفن والعلو.وقال القاسم بن الوليد الهمداني: الطامة الكبري حين يساق أهل الجنة إلى الجنة واهل النار إلى النار. وهو معنى قول مجاهد: وقال سفيان: هي الساعة التي يسلم فيها أهل النار إلى الزبانية. أي الداهية التي طمت وعظمت، قال:إن بعض الحب يعمي ويصم *** وكذاك البغض أدهى وأطم{يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسانُ ما سَعى} أي ما عمل من خير أو شر. وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ أي ظهرت. لِمَنْ يَرى قال ابن عباس: يكشف عنها فيراها تتلظى كل ذي بصر.وقيل: المراد الكافر لأنه الذي يرى النار بما فيها من أصناف العذاب.وقيل: يراها المؤمن ليعرف قدر النعمة ويصلي الكافر بالنار. وجواب فَإِذا جاءَتِ الطَّامَّةُ محذوف أي إذا جاءت الطامة دخل أهل النار النار واهل الجنة الجنة. وقرأ مالك بن دينار: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ}. عكرمة: وغيره: {لمن ترى} بالتاء، أي لمن تراه الجحيم، أو لمن تراه أنت يا محمد. والخطاب له عليه السلام، والمراد به الناس.